في عيد المعلـّم، أستذكـر المقولة الشائعة "من علمني حرفاً، كنت له عبداً". لقد ترعرعنا ونحن نسمعها من مدرّسين أحببناهم وجلـّيناهم، ومضغناها من مدرّسين نكـّلوا فينا، وكبرنا نهضمها من مدرّسين طبعوا عقدهم على جباهنا... من منا لا يتذكـّر أول حبّ لمدرس(ة)، ومن لا يستعوذ بالله عند ذكر اخر(ى).
هذه العبوديّة التي كانت تصلح لعصور خلت، قد خفّ رهجها. نقرأ عن العصر الهلـّيني مثلاً، حيث كان كلّ طالب علم ينتمي لمدرّس واحد، يغرف منه النفيس والرخيص ليحصّل المعرفة، ويلتصق بمعلـّمه ويلازمه ويخدمه. ولكننا اليوم لا نتورّط حدّ العبادة بمن علـّمنا الحرف. صحيح؟! 🤔
لم أعلم أني سأدرّس يوماً، وتكون مسؤوليّتي تلوين يناعة الحَيَوات بالنغم، وتطعيم براءة الإنسانيّة بالفكرة وتشكيل أجنحة الحلم... حينها أدركت فعلاً أهميّة المعلـّم الذين يفني نفسه ويهرق أعصابه في التعليم.
اليوم، ولسوء الواقع، نحن في عصر يبدأ فيه أطفالنا بتعلـّم الأحرف والأغنيات وكلّ معلومة لازمة وغير لازمة من هاتف ذكي قبل المعلـّم! وان تواجدنا في أيّ جلسة، يكفي أن نراقب علاقتنا بهواتفنا، لكي نؤكـّد أن هذا المثل عاد ليتحقـّق بحرفيّة لم نشهدها من قبل... نوع عبادة جديدة يضاف إلى قافلة الإدمانات. ونعود لنتساءل من يخدم الآخر؛ هل التكنولوجيا تخدمنا، أم نحن نخدم مصنـّعيها؟
رحم الله أياماً كان لا بديل للمعلـّم فيها. في النهاية، لقد صحّ مثلنا الشرقيّ وقاوم شيخوخة الزمن. ولكن، بين حريّة الحرف والانعتاق في المعرفة، نتمنـّى أن تبقى العبوديّة خارج دوائر العمر مهما كان مصدرها الأرضيّ. كلّ عام والمعلـّم محفوظة حقوقه، إذ لا ينفع العيد وصاحبه مغبون. كلّ عام ونحن نبقي المعلـّم الأسمى في معرفتنا فله تحلو العبادة.

 

I remember that saying in our Middle Eastern culture: "I will be a servant [slave] for the one who teaches me a letter". in other words, I will serve the person who educates me. We grew up hearing it from teachers whom we liked and respected, we chewed it with teachers who had a lot of personal issues and complexes, they stamped our forheads with them. But honestly, who doesn't remember the first teacher who fell in love with? or feels sick by just mentioning a certain teacher's name?

 

Soon to be continued!